الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بعيدا عن شمّاعة الميركاتو: هل ينجح الترجي بأربعة رؤوس في الحكم ؟

نشر في  22 جوان 2016  (13:17)

يسارع الترجيّون جهودهم بحثا عن التقاط الأنفاس واعادة بناء معالم فريق قوي يستطيع العودة الى الألقاب محليا وقاريا بعد عامين من الجفاف التام أثبتتا أن شيخ الأندية ليس في أفضل حال وهو ما يتطلب كثيرا من العمل والصمت لاصلاح الهنات عوض الاستعراض الذي أتقنته بعض مكوّناته دون فائدة تذكر.
عمليا شرعت الادارة في بعض الخطوات التي توحي أن هيئة حمدي المدب جادة في اعادة ترتيب الأوراق مبكرا، ومن ذلك أنها ثبّتت عمار السويح في مهامه ودعّمته بمعين الشعباني العائد الى الديار، فيما غادر القصري نحو قابس وينتظر أن يلتحق به المولهي في رحلة اتجاهها المبدئي جرجيس.
هذه المعطيات الفنية ينتظر أيضا أن تتدعم بعدة تعزيزات بشرية بدت مطلوبة، ولكنها ليست جوهر الاشكال في الترجي ولن تتمكن بين مباراة وضحاها من الغاء كل النقائص وجعل الترجي يطير هربا عن البقية في البطولة..
ما يحصل أعمق بكثير لأن الواضح في الفريق هو تعدّد الوجوه الحاكمة في فرع كرة القدم والذي يعيش على وقع جهود وتحركات واقتراحات من قبل عدة أسماء اذا ما استثنينا السويح الذي ضمن بقاءه وقتيا بشق الأنفس ولا نخاله أحد الماسكين بتلابيب الحكم الفني في الفريق لعدة اعتبارات..
في الترجي حاليا، ودون تسلسل وظيفي ولا زمني، فان "الحكم" يتأرجح بين رياض بنور وشكري الواعر (على اعتبار أنه أحد المستشارين الذين يثق المدب كثيرا في آرائهم) وكذلك وليد العارم والعائد مجدي تراوي في خطة غير مفهومة الصلاحيات الى حد الساعة..هذا دون نسيان الحديث المتواتر عن قرب استقدام منذر الكبيّر مديرا فنيا رغم وجدود جيرار بوشار..ودون شك فان الجميع يعلم في تونس تداخل الأدوار والوظائف بين المدرب ورئيس الفرع والمدير الرياضي والمدير الفني وحتى رئيس النادي..وهي كلّها اشارات لا تكذب عن وجود حالة من الفوضى ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون ايجابية ف"السفينة اذا كثرت ريّاسها تغرق" على حدّ قول مثلنا الشعبي وهذا ما ينطبق في صورة الحال مع ملف الترجي..
في هذه المساحة لن نفاضل بين درجات الحبّ والانتماء لكلّ من الواعر وبنور والعارم وتراوي، فلكل اسهاماته مع "المكشخة"، ولكل واحد منه "تاريخه" وجمهوره ومسانديه، غير أن الثابت هو أننا لم نصل بعد في تونس الى درجة عالية من الانضباط والحرفية تجعل كل فرد -باختلاف منصبه الرسمي أو الشرفي- مكتفيا بحدود مهامه..والدليل أن مصادر أخبار الجمهورية تقول ان لهذا الرباعي تصوّرات واقتراحات فنية تختلف من اسم الى أخر..كما أن أوراق الشعباني قيل انها تحمل بعض المقترحات..وحتى ما اذا كانت نوايا الجماعة باختلاف الوظائف هي دعم الترجي بكل فرص النجاح..الا أن هذا يشرّع فعليا لحالة من الغموض والارتباك على حمدي المدب باعتباره الرئيس والمشرف الأول والأكثر اطلاعا على خفايا فريقه بحكم خبرته ونجاحاته السابقة، يبقى مطالبا بالحسم في "أفيش" الحكم حتى لا تتضارب المجهودات وتتردى العلاقات بين مختلف الأسماء المذكورة..ولا يظلّ الترجي مرتهنا الى واقع صراعات أضرّته منذ موسمين مع دوسابر ومعارضيه ومسانديه..ثم فوضى انتدابات ميركاتو الصائفة الفارطة...

طارق العصادي